الأرض والشفاء الذاتي
الأرض ليست مجرد مكان نعيش فيه بل هي كوكب ملئ بالأسرار
كوكب الأرض موطننا الفريد المليء بالأسرار التي لا تزال تنتظر الكشف عنها رغم التقدم العلمي يبقى هناك الكثير لاكتشافه عن الأرض
ان البحث عن حقائق الأرض هو رحلة مستمرة حيث يواصل العلماء اكتشاف المزيد من اسرار الكوكب المذهل من خلال استكشاف الأرض يمكننا فهم عالمنا بشكل أعمق .
ما تعرفه عن الأرض
ان كوكب الأرض هو الكوكب الوحيد المعروف الذي يدعم الحياة وذلك بفضل المسافة المثالية عن الشمس والغلاف الجوي الواقي والمجال المغناطيسي وتشكلت الأرض منذ حوالي 4,5 مليار سنة وظهرت عليها الحياة منذ 3,8 مليار سنة
شهدت الأرض عدة عصور جليدية وخمسة انقراضات جماعية
الأرض تتميز بتضاريس جيولوجية متنوعة تشمل القارات والمحيطات والجبال والوديان والأنهار والبحيرات
اكثر من 70% من الكوكب مغطى بالمياه ومع ذلك المياه العذبة تمثل أقل من 1% من اجمالي المياه مم يجعلها نادرة وثمينة وباقي مساحتها عبار ة عن قارات وجزر وتتحرك الجبال بسرعة بطيئة جدآ حيث يتحرك جبل الهيمالايا بمعدل 1 الى 5 سنتيمتر في السنة
تراب الأرض يحوي مادة معقمة ومطهرة تستطيع ان تقتل البكتيريا العنيدة التي تعجز المضادات الحيوية عن قتلها والتخلص منها
عدد المخلوقات على الأرض هو عدد يفوق الخيال حيث قام علماء بجامعة أنديانا بحساب عدد الكائنات الحية على الأرض
واكدوا ان العدد قد يصل الى تريليون نوع مختلف الدراسة تؤكد أنه يوجد على الأقل 100 مليار نوع وقد يصل العدد الى 1000 مليار
الأرض وقدرتها على الشفاء الذاتي
ان كوكب الأرض يمر بعمليات حيوية ومعقدة حتى يحافظ على نفسه من التلوث أو الدمار حيث ان نسب الغازات في الجو مثل الاكسجين وثاني أكسيد الكربون ونسب ملوحة المحيطات كل هذه العوامل ظلت مستقرة منذ بداية الخلق حيث ان نسبة الاكسجين في الجو حوالي 21 % وهي نسبة ثابتة وهو ما يجعل البيئة على الأرض مناسبة للحياة
اذا زادت هذه النسبة تنتج حرائق تقضي على كل شيء
اذا قلت فتكون نهاية كل الكائنات الحية على سطح الأرض
السر في ثبات نسبة الاكسجين
هو البكتيريا الزرقاء والطحالب النباتية الموجودة في البحار والمحيطات والتي تنتج الاكسجين بنسب اكبر من كل الغابات والمساحات الخضراء الموجودة على سطح الكوكب كما أنها تنتج أيضا غاز ثاني أكسيد الكربون الذي ينتج من عمليات التنفس وتعيد تدويره وتحوله الى اكسجين
كما يوجد نوع معين من الطحالب يأخذ غاز ثاني أكسيد الكربون في البحر ويحوله الى غاز اسمه ثنائي ميثيل الكبريت وهذا الغاز هو الذي يحفز صناعة السحب الموجودة في الغلاف الجوي والمذهل ان هذه الطحالب تقلل تلقائيا من استهلاكها غاز ثاني أكسيد الكربون عندما تقل نسبته في الجو هذه العملية الحيوية التي وظيفتها توازن الغازات الضرورية لحياة الكائنات الحيه على سطح كوكب الأرض كما ان نسبة الأملاح في المحيطات والبحار ثابتة منذ ملايين السنين وهي 3,4 % تقل أو تزيد بنسب بسيطة حيث ان هذه النسبة هي المناسبة للكائنات الحيه التي تعيش في البحار والمحيطات والسبب في ثبات هذه النسبة هو وجود مكونات طبيعية في البحار والمحيطات توازن هذه النسبة مع الأملاح
وهذا معناه ان الأنظمة الحيوية كلها مرتبطة ببعضها بشكل معقد جدآ ولا تعمل بشكل عشوائي ابدا
الأرض كائن حي
ان كل هذه النظم المعقدة هي التي جعلت العالم جيمس لوفلوك عالم البيئة وخبير المستقبليات في سنة 1978 م يطرح فرضية هي واحدة من أغرب الفرضيات التي تفوق حدود الخيال
الفرضية تقول
ان كوكب الأرض ليس مجرد كوكب وانما هو كائن حي ضخم جدا يحمل بداخله أنظمة حيوية معقدة ومترابطة كلها تشترك مع بعضها للحفاظ على التوازن البيئي الذي يحفظ الحياه بداخله
وقد استعمل الحقائق العلمية في اثبات وجهة نظره ويؤكد ان الأرض هي كائن حي بالفعل وأنه يغير عناصره الطبيعية حتى يحافظ على البيئة من الدمار والانهيار وهو يماثل ما يحدث داخل جسم أي كائن حي
كما ان ما يحدث في الطبيعة يماثل البيولوجية داخل الكائنات الحيه حتى تحافظ على حياتها ضد أي ظروف تضر بها
وأقرب وصف لهذا هو ان الأرض لها نظام مناعي يحميها من الكوارث أو الأمراض التي هي عبارة عن زيادة أو قلة نسب الغازات أو الملوحة كما ان الكائنات الحية التي تحافظ على هذا التوازن يمكن تشبيهها بالخلايا المناعية
كما ان الطريقة التي تدور بها العناصر الطبيعية في البيئة حيث الشمس تبخر المياه من المحيطات فتتحول لسحب تصعد في طبقات الجو وتحافظ على درجات الحرارة في الغلاف الجوي ثم تندمج مع بعضها وبسبب اختلاف درجات الحرارة بينهم تحدث صدمة فيزيائية ينتج عنها المطر الذي ينزل على سطح الأرض فيروي كل الكائنات الحية ويحافظ على بقاء الحياة واستمرارها
وهذه دورة تشبه الدورة الدموية في جسم أي كائن حي
ان الأرض تملك جهاز مناعة قوي قادر على ان يقضي على أي كائن يهدد بيئتها بالتلوث أو الدمار
حيث ان الطبيعة تبدء تتغير وتتحول وتصبح عدوانية تجاهه وتحاول بكل الطرق ان تقضي عليه وتوقف زحفه واستهلاكه لمكوناتها حتى تشل قدرته على إيذائها
وهكذا فنحن نرى الان بأعيننا ان الأرض أصبحت تتعامل مع الانسان بعدائية وكأنه فيروس أصابها بعدوى فبدأت تطلق قوى جهازها المناعي عليه وهي الطبيعة وذلك حتى توقفه وتوقف الخطر والقدرة على تدمير بيئتها التي هي جسمها الحي
وترى مظاهر ذلك في ما يحدث حولنا ويتزايد ويتعاظم باستمرار
سواء في التغير المناخي والعواطف والزلازل والبراكين والاحتباس الحراري وهي الكوارث الطبيعية والبيئية الناتجة عن التلوث الصناعي والتكنولوجيا الحديثة
وهنا يبرز السؤال الكبير
هل يستطيع الانسان الكف عن إيذاء الأرض والعبث بالبيئة
أم سيأتي اليوم لا محالة
ويجد نفسه فيه عنصر دخيل غير منتمي لهذه البيئة
ويجد الطبيعة كلها تحاربه وتحارب بقاؤه واستمرار تواجده على سطح كوكب الأرض
أيهما أقرب .........
تعليقات
إرسال تعليق