الزلزال الكبير 

ان من اكثر المشاهد الصادمة التي تمر بالبشرية هي مظاهر الدمار التي يخلفها الزلزال 

والزلازل تعرف بأنها أسوء الأحداث الطبيعية لأنها تحدث فجأة ودون سابق انذار وغالبا ما تخلف خسائر بشرية ومادية تبعآ لدرجة قوتها وذلك كما حدث في السادس من فبراير عام 2023 ميلادية في زلزال تركيا وشمال سوريا حيث تهدمت آلاف المباني وراح ضحيتها آلاف من البشر هذا غير عشرات الألاف من الجرحى والمصابين هذا غير المفقودين 

وقد حذرت منظمة الصحة العالمية بأن عدد من تضرروا بسبب الزلازل قد يصل الى 23 مليون شخص مم يلزم معه الوقوف على الكثير من التفاصيل عن هذه الظاهرة الكونية الفيزيائية بالغة التعقيد .

كيف تحدث الزلازل 

وتنقسم الزلازل الى أربعة أنواع هي 

الأحزمة الزلزالية : 

يتم قياس الزلازل بمقياس ريختر 

وهو يعتبر أحد أدق مقاييس الزلازل في العالم وأكثرها كفاءة وانتشار 

وهو نظام رقمي لوغاريتمي ويعتمد في تحليل قوة الزلزال على الجانب الكمي وعلى مقدار الطاقة المنبعثة من بؤرة الزلزال 

ينسب الى العالم الأمريكي تشارليز فرانسيس ريختر الذي اخترعه عام 1935 م 

وهو يتدرج من درجة واحدة الى تسع درجات رغم أنه من الناحية العملية يمكن أن يصل الى اكثر من ذلك 

وهو يتدرج 

من صفر الى 4 درجات { زلزال طفيف }

من 4 الى 5 درجات     { زلزال طفيف }

من 5 الى 6 درجات     { زلزال معتدل } 

من 6 الى 7 درجات     { يوصف بالقوي ويمكن ان يحدث دمار وانهيار مباني }

من 7 الى 8 درجات     { يوصف بالكبير وهو يحدث دمار واسع وانهيار كبير للمباني وقد يتسبب بزوال مناطق بأكملها }

من 8 الى 9,9 درجات   { يوصف بالزلزال العظيم يمكن ان يدمر مدن بأكملها وتصل أضراره الى مئات الكيلومترات عن بؤرة حدوثه

كل درجة هي أقوى واكبر من الدرجة التي تسبقها بعشر مرات وبذلك فان الدرجة 7 هي اكبر قوة من الدرجة 6 بعشر اضعاف 

أقوى 10 زلازل عبر التاريخ 

9,5  ريختر 1964  { زلزال تشيلي العظيم }

9,2  ريختر 1964  { زلزال ألاسكا }

9,4  ريختر 2004  { زلزال المحيط الهندي سومطرة }

   9  ريختر 1952  {زلزال كامشاتكا في روسيا }

   9  ريختر 2011  { زلزال توهوكو في اليابان }

8,8  ريختر 2010  { زلزال مولي في تشيلي }

8,8  ريختر 1615  { زلزال أريكا في اليابان }

8,8  ريختر 1906  { زلزال كولومبيا }

8,7  ريختر 1965  { زلزال جزر الفئران بالولايات المتحدة الأمريكية }

8,7  ريختر 1950  { زلزال أسام في التبت }

زلزال تركيا 

استفاق العالم في يوم 6 فبراير عام 2023 م على مشاهد صادمة في تركيا وشمال سوريا حيث تهدمت آلاف المباني التي راح ضحيتها آلاف من البشر هذا غير عشرات الآلاف من الجرحى والمصابين هذا غير المفقودين 

منظمة الصحة العالمية حذرت ان عدد من تضرروا بسبب الزلزال قد يصل الى 23 مليون شخص 

فيم يعد بالفعل أسوء كارثة طبيعية تضرب تركيا وشمال سوريا منذ عام 1939م 

هذا الزلزال الذي تسبب بدمار هائل يعد الأكبر و الأسوأ في السنوات العشر الأخيرة وقع بقوة 7,8 درجات على مقياس ريختر بعمق 18 كم عند فالق شرق الأناضول فأطلق موجات باتجاه الشمال الشرقي وتسبب في صدع بلغ طوله اكثر من 100 كم وهو عبارة عن كسر في الصخور أدى الى انزلاقات زلزالية فتدافعت بموجبها ألواح صخرية صلبة الى ان انزلقت احداها في نهاية المطاف في حركه أفضت الى اطلاق قدر كبير من الطاقة عادلت طاقة انفجار 20 مليار كيلو جرام من مادة TNT  المتفجرة 

أو ما يعادل الطاقة التي تطلقها نحو 500 قنبلة نووية من فقنابل هيروشيما تحت الأرض 

وتظهر بيانات الأقمار الصناعية حركة الصفائح التكتونية وانزياحها بنحو ثلاثة أمتار مم يعني تحرك تركيا حوالي 3 أمتار نحو الغرب هذا غير الموجات الزلزالية الارتدادية والتي ظلت تضرب المنطقة لمدة 3 أيام حتى تخرج الطاقة الحبيسة التي حدثت بين الطبقات وهذه التوابع ستظل تحدث لفترات طويلة 

سر الوميض الأزرق 

تساءل الكثيرون عن أسباب الوميض الأزرق الذي رافق ذروة الزلزال وهو ما يسمى بالبرق الزلزالي 

حيث تقول ملخصات أبحاث يابانية و أمريكية أن البرق الزلزالي حالة فيزيائية معقدة وغامضة ناجمة عن تباين شحنات الصفائح بين السالبة والموجبة ما يولد طاقة كهربائية ضخمة تظهر خلال الشقوق الناجمة عن التقارب والتباعد السريع للقشرة الأرضية 

الأبحاث اليابانية تقول 

أن ظاهرة الوميض المعقدة ناجمة عن شذوذ كهرومغناطيسي كبير يترافق مع شحن كهربائي في الغلاف الجوي مرتبط باهتزازات الزلزال والدراسات تستنتج الى ان الوميض الأزرق حدث في حرارة تصل الى 250 درجة .

هل يمكن التنبؤ بحدوث الزلازل 

من المعروف أنه لا يمكن التنبؤ بحدوث الزلازل حيث بقيت مبهمة لأن العلماء لا تعرف ما يحد ث في باطن الأرض ولا يوجد ألية تصل للطبقات السفلى لتفهم ماذا يجري قبل الزلزال لنطلق الإنذار 

ولكن من المثير أن باحث هولندي اسمه فرانك قال قبل الزلزال ب 3 أيام أنه عاجل أو أجل سيحدث زلزال بقوة 7,5 ريختر في مناطق جنوب تركيا وسوريا وهذا الباحث يعتمد في تنبؤاته على برنامج كمبيوتر هو برمجه معتمد على حركة الكواكب في المجموعة الشمسية وحركة القمر وتأثيرهم على الجاذبية الأرضية بالإضافة الى البيانات الخاصة بالمناطق الزلزالية النشطة والذي ساعده في إنشاء البرنامج هو والده بسبب مهارته الكبيرة في هندسة الكمبيوتر وبفضل هذا البرنامج استطاع ان يصل لبعض التنبؤات الخاصة بالزلازل ولكن الباحثين الجيولوجيين على مستوى العالم غير معترفين بكلام فرانك على الاطلاق 

حيث ان هذا التنبؤ هو مجرد صدفة لأنها طريقة  ليست قائمة على العلم 

ومع ذلك هناك كثير من الحيوانات والطيور تشعر بالتغيرات التي تحدث على الأرض قبل حدوثها بزمن بسيط وذلك لأنها تسمع ذبذبات الأصوات التي لا يستطيع الانسان سماعها .  

بعض العلماء رصدوا علاقة قوية جدآ بين نزول المطر وبين حدوث الزلازل في مناطق معينة 

بروفيسور في قسم الجيولوجيا في جامعة ميامي فلوريدا في أمريكا ربط بين حدوث الزلازل التي تخطت قوتها 6 ريختر في تايوان وهايتي وبين نزول امطار بشدة في نفس المنطقة 

وقد فحص تاريخ تايوان لمدة 50 سنة وأثبت أن زلزال كانت قوته 7,6 ريختر ضرب تايوان سنة 1999م حدث بعد 3 سنوات من سيول وامطار حدثت في تايوان ووصل ارتفاع المطر وقتها الى 2 متر 

وفي تفسير لتوضيح العلاقة بين نزول المطر وحدوث الزلازل حيث أن ماء المطر يمكن أن يتسرب في أحد الفوالق في الأرض ويحدث

ضغط بين الصخور بشكل يحرك الصخور ويعمل هزة في الأرض في شكل زلزال احيانآ يكون محسوس وأحيان أخرى كثيرة غير محسوس لذلك فان العلاقة بين الزلازل ونزول الأمطار علاقة مرصودة ويتم تسجيلها 

إجراءات السلامة عند حدوث زلزال

- أولآ يجب اعتماد المعيار الزلزالي للأبنية وهو عبارة عن تهيئة المباني لمقاومة الزلازل من خلال التصميم والخرسانة المسلحة 

* اذا كان الشخص خارج المنزل

- وفي السيارة يجب ركن السيارة بعيد عن المباني و محطات الكهرباء العامة وعدم عبور الجسور أو دخول الانفاق 

* اذا كان الشخص في المنزل

- يجب قطع جميع مصادر الطاقة والمحافظة على الهدوء وتجنب صدمات الخوف والهلع 

- يجب الاحتماء تحت منضدة أو بأي شيء صلب أو يحمي نفسه بضم يديه ويحمي رأسه ويبتعد عن الزجاج والنوافذ قدر الاستطاعة 

- يجب عدم استخدام المصاعد 

- اذا كان الشخص يتحرك في الشارع يجب ان يبتعد عن المباني والأعمدة والأسلاك الكهربائية ويقف ولا يتحرك حتى تنتهي الهزة 

أهمية الزلازل للحياة على الأرض :

برغم كل المآسي والخسائر التي تسببها الزلازل فهي ضرورية ومهمة لحياة البشر على الأرض واستمرارها 

- بسبب الانشقاقات الأرضية التي تظهر بسبب الزلازل تظهر ينابيع مياه جوفية جديدة وتفتح عيون مياه عذبه لم تكن موجودة من قبل

- هي تساعد على إعادة تشكيل سطح الأرض وهي تعتبر السبب الرئيسي في ظهور الجبال 

- هي تسهل خروج المعادن النادرة من قاع الأرض وتدفع العناصر الأساسية التي يحتاجها الانسان على كوكب الأرض في الزراعة والصناعة من باطن الأرض لأعلى حيث يقذفها على سطح الأرض  

- كما يدفع البترول من الطبقات العميقة جدآ وكذلك أنواع الزيوت المختلفة مم يؤدي لكشف آبار بترول وغاز طبيعي وثروات مهمة لم تكن مكتشفة من قبل 

- كما أنها تزود الرقعة الخضراء على الكوكب وتقوي فرصة نمو النباتات وهذا يحدث بسبب السوائل المعدنية والطاقة الكهربائية التي تولدها التربة وبسبب الكميات الكبيرة التي تخرجها من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تتغذى عليه النباتات وتستعمله في عملية البناء الضوئي 

- كما ان الزلازل تساعد على تفريغ الطاقة المحبوسة في قلب الأرض وتخرجها قبل أن تسبب مشكلة اكبر لأن الطاقة التي تتجمع في باطن الأرض تسبب ضغط كبير جدآ يمكن أن يفجر القشرة الأرضية اذا لم يتم خروجها كل فترة ممكن ان تكون سبب في نهاية الحياة تمامآ على الأرض 

- لذلك وبرغم كل المآسي والخسائر التي تسببها الزلازل في ضرورية ومهمة لاستمرار الحياة على الأرض حيث أنها جزء من دورة حياة كوكب الأرض .