القائمة الرئيسية

الصفحات

تاريخ كأس العالم - أسرار وخفايا

 تاريخ كأس العالم 

كأس العالم هو الحدث الأهم والذي ينتظره أغلب سكان الأرض كل أربع سنوات 

هذا الحدث الكروي الذي تتنافس كبرى الدول على نيل شرف استضافته وتحلم الشعوب التي تمكنت فرقها من الوصول الى البطولة بحمل الكأس الأعلى لعشاق الساحرة المستديرة ولكن كيف بدأت اللعبة التي سحرت قلوب وعقول البشر في كافة بقاع الأرض والتي اجتمع على عشقها الملايين من البشر والذين يختلفون في كل شيء عدا حبهم لهذه اللعبة .

تاريخ كأس العالم

بداية كرة القدم كانت في سنة 54 قبل الميلاد حين احتل يوليوس قيصر امبراطور روما آنذاك إنجلترا وحدثت معارك طاحنة بين الجانبين حتى حدث ان اسر الانجليز أحد رجال قيصر فما كان منهم الا ان قطعوا رأسه ولعبوا بها الكرة حرفيآ ومع الأسف كان هذا هو أول ماتش في التاريخ ولكن بعد انتهاء الحرب قاموا بعمل كرة جلد وانتشرت لعبة كرة القدم في إنجلترا كلها ولكن بدون أي قوانين حتى تأسس أول اتحاد رسمي للكرة في عام 1863 م باسم الاتحاد الإنجليزي وتم وضع بعض القوانين للعبة .


وهكذا في عام 1871 م أصبحت لعبة واضحة لها قوانين محددة وتم لعب أول مباراة دولية في التاريخ يوم 30 نوفمبر 1872 م بين إنجلترا واسكتلندا رغم انها كانت تحت التاج البريطاني ثم انتشرت اللعبة في أوروبا كلها وكل بلد تدخله اللعبة يتم عمل اتحاد لها 
في عام 1904 م تأسس الاتحاد الدولي لكرة القدم في فرنسا وكان مكون من 7 دول فقط وفي أول اجتماع للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا تم اقتراح عمل بطولة دولية يلعب فيها جميع الدول ولكن الفكرة واجهت معارضة كبيرة في بداية الامر ورغم ذلك انتشرت اللعبة في العالم كله بسرعه مهولة وكل شعب يلعبها بلونه وبطريقته .


فكان اللعب الإنجليزي يتميز بالقوة أما اللعب اللاتيني يتميز بالمهارة والفن وكان هناك مدرستين للكرة المدرسة الإنجليزية والمدرسة اللاتينية وهكذا استمر الأخذ والرد بالموضوع حتى عام 1921 م حيث قام المحامي الفرنسي جولز ريميه رئيس الاتحاد الدولي لكرة آنذاك بإعادة طرح الفكرة وهذه المرة كان الطريق ممهد أمامه ليتم الاتفاق عام 1928 م على إقامة أول بطولة عالمية لكرة القدم وهي البطولة التي تكسر الحواجز بين الأمم بدون أي فروق عنصرية .


وكانت أوروجواي هي أول بلد تقوم باستضافة الحدث العالمي وذلك في عام 1930 م ومنذ ذلك الوقت تقام البطولة في البلد التي تقع عليه القرعة بعد استيفاء شروط الاستضافة ، حيث تأسس الاتحاد الدولي في فرنسا ومقر الاتحاد في سويسرا وتم عمل كأس البطولة من الذهب الخالص وزنه 3 كيلو و800 جرام وتم تسميته كأس جولز ريميه .


وكان الأوروجواي أول من حفر أسمه في التاريخ كبطل لكأس العالم وهي الكأس التي تم نحتها وصياغتها مباشرة بطلب من جولز ريميه رئيس اتحاد  كرة القدم وكانت من تصميم ونحت أبيل لافلور الذي قام بتصميم الكأس الذهبية على هيئة إله النصر عند الإغريق بزراعين مفتوحتين وكانت إيطاليا أول دولة في التاريخ تحرز البطولة مرتين متتالتين ويحق لهم الاحتفاظ بالكأس 12عام 
وحين اندلعت الحرب العالمية استشعر رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم آنذاك خطر فقدان الكأس فقرر أخذه معه الى منزله الا ان الجيش النازي علموا بالموضوع وفتشوا منزله بحثآ عن الكأس الشهيرة ولكن دون فائدة والسبب في غاية البساطة حيث لم يتوقع هؤلاء ان الكأس كانت موضوعة في صندوق الأحذية القديمة الملقى أسفل سرير رئيس الاتحاد وبذلك ظل الكأس سالمآ .


بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية كان العالم كله مشتاق لكأس العالم الذي تم الغاؤه بسبب الحرب العالمية الثانية وفي عام 1950م عاد المونديال بعد 12 سنة من التوقف والبرازيل استضافت البطولة وفاجأ رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم العالم كله وذهب للفيفا وسلم لهم الكأس التاريخي التي كان يظن الجميع أنها اختفت وضاعت ولكن في عام 1966م بريطانيا نظمت المونديال وفي يوم 20 مارس تمت سرقة الكأس من ساحة العرض في المتحف وكانت هذه فضيحة وقد سارعت السلطات البريطانية الى بدء عملية البحث والتحقيق وحاولت بشتى الطرق إخفاء الكارثة حتى أن القائمين التنظيم طلبوا من صائغ يدعى ألكسندر كلارك صنع نسخة طبق الأصل من كأس جولز ريميه لعرضها ومنحها للفائز بالبطولة إلا أن الحظ حالف البريطانيين وتم العثور على الكأس ملفوف بورق جرائد وملقى بين شجيرات في أحد ضواحي لندن ومن عثر على الكأس الضائعة هو كلب يدعى بيكلز كان برفقة صاحبه في جولة عادية عندما رأى الكلب رزمة الجرائد توجه إليها مع صاحبه ديفيد كوريث ليصدم بأنها الكأس الضائعة وتوجه الرجل الى الشرطة التي تحققت بأن هذه هي الكأس الأصلية وأصبح الكلب بيكلز بطل مونديال عام 1966م بلا منازع وتم عمل تمثال له وتم وضع السلسلة الخاصة به في متحف كرة القدم في مانشيستر .


أما النسخة البديلة من الكأس فقد تم بيعها في مزاد علني من قبل أسرة الصائغ ، كأس النصر والمعروف بكأس جولز ريميه حط رحاله الأخير في أرض السامبا بعد أن حصد الفريق البرازيلي لقبه الثالث عام 1970م وتم وضعه في مقر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم وكان مدعاة فخر للبرازيليين ولكن في يوم 19 ديسمبر 1983م اختفى الكأس التاريخي الى الابد وأغلب الظن أن السارقين قد قاموا 
بإذابة الكأس الذهبي التاريخي وبيعه على شكل سبائك ذهبية وبعدها الفيفا غيرت شكل الكأس وأصبح الشكل الحالي وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا أن يمنح نسخة من الكأس الجديدة للفائز والاحتفاظ بالكأس الأصلية الجديدة في مقر الاتحاد 
ان المونديال مثله مثل أي تجمع بشري لا يخلو من المواقف الطريفة وأخرى تكون مواقف صادمة نذكر منها  .


اغرب سبب للانسحاب من المونديال في التاريخ 
حيث أن الهند رفضت اللعب لسبب غريب وهو رغبة الهنود في اللعب حفاة الاقدام دون ارتداء أحذية رياضية وبالطبع رفض الفيفا هذا المطلب وانسحبت الهند من المونديال .


أغرب مباراة في التاريخ 

في عام 1973 م في فترة التصفيات المؤهلة و تحديدآ في المباراة الفاصلة حيث كان من المقرر أن تشهد شيلي مباراة الإياب الحاسمة للتأهل الى المونديال 1974م بين فريقي تشيلي وغريمه فريق الاتحاد السوفيتي في ملعب سانتيجو حين وقع انقلاب عسكري في تشيلي البلد الذي كان يخوض التصفيات المؤهلة لكأس العالم بقيادة الجنرال بينوشي والذي كان مرفوض من أغلبية الشعب التشيلي فما كان من الديكتاتور الجديد إلا أن اعتقل الآلاف من معارضيه وأغلبهم من الطلاب الجامعيين والمثقفين وغيرهم وبالطبع هذا العدد الهائل لم يكن ليتسع  لهم السجن فقرر بيينوشي جعل ملعب سان ديجو الملعب الوطني معتقل لهؤلاء والمعتقل بشهادة الناجين منه شهد أسوء أنواع التعذيب والإرهاب والمئات وربما الآلاف لقو حتفهم هناك 
ولهذا السبب رفضت سلطات الاتحاد السوفيتي آنذاك إقامة المباراة على ملعب سان ديجو احترامآ لدماء الشعب التشيلي 
وطلبت تغيير موقع المباراة وفي المقابل رفض بينوشي وأصر على أن الملعب ليس معتقل وتدخلت الفيفا وفي الأخير كان قرار الفيفا حاسم أن المباراة ستقام على ملعب سانتيجو وأصرت على إقامة المباراة وتسجيل هدف لإعلان الفوز حيث أقيمت المباراة على استاد نادي سانتيجو الوطني بحضور 15000 متفرج تم حضورهم غصب واكراه بعد تهديدهم حيث نزل لاعبو الفريق التشيلي الى أرض الملعب دون وجود فريق منافس في المقابل والحكم أطلق صافرته معلن بدء المباراة وبعد  دقيقة و نصف احرز الفريق التشيلي هدف المباراة الوحيد في الشباك الخالية من حارس مرمى وأعلن الحكم انتهاء المباراة بفوز الفريق التشيلي وتأهله لمونديال 1974 م .



فضيحة خيخون 

في مونديال عام 1982 م النمسا كان لديها مباراة وحيدة لتلعبها ضمن دور المجموعات ضد ألمانيا وفي حال ربحت ألمانيا بهدف واحد فقط ستضمن هي والنمسا التأهل على حساب الجزائر وبدأت المباراة بشكل طبيعي وفي الدقيقة العاشرة دخل هدف الألمان الأول والوحيد في المباراة وما تبقى من وقت المباراة لا شيء مجرد تمريرات عبثية وانتهت المباراة والنتيجة هي تأهل المنتخبين الألماني
والنمساوي للدور الثاني والاقصاء من نصيب المنتخب الجزائري 
اقصاء متعمد م تسبب في فضيحة كبرى أطلق عليها أسم فضيحة خيخون 
الا أن المشجعين ومن خلفهم وسائل الاعلام كانوا غير راضين عما جرى وتملكهم شعور بالخزي والعار والاشمئزاز مم حدث والجماهير أطلقت صافرات الاستهجان وأخرجت العملات المعدنية أمام الكاميرات الناقلة للمباراة دلالة على التواطؤ والتآمر بين الفريقين
ولكن نتيجة لفضيحة خيخون والظلم الذي لحق بمنتخب الجزائر قامت الفيفا بتغيير أحد أنظمة اللعب القائمة منذ أول نسخة للمونديال فتم اعتماد لعب المباريات الأخيرة لنفس المجموعة في توقيت واحد 
وبذلك تكون الجزائر حولت الظلم الذي تعرضت له الى عدل لباقي الفرق التي شاركت وستشارك في نسخ كأس العالم .


اللاعب الذي قتله هدفه 

في نسخة كأس العالم عام 1994 م  في احدى مباريات هذا المونديال كانت سبب في انهاء حياة أحد الاعبين وهو الاعب الكولومبي أندريز إسكوبار مدافع الفريق الكولومبي حيث تألق مع الفريق الكولومبي في التصفيات المؤهلة لمونديال 1994م وكانت الآمال كبيرة ولكن بدأت بالتلاشي مع أول خسارة للفريق الكولومبي أمام رومانيا ومع هذه الخسارة بدأت التهديدات ولكن عاود الفريق تدريباته استعدادآ لمباراة مع الولايات المتحدة الامريكية وقدم الفريق أداء جيد الا ان المباراة انتهت بفوز أمريكا بهدفين مقابل هدف لكولومبيا والمصيبة لم تكن في الخسارة بحد ذاتها ولكن في الهدف الثاني الذي ضمن لأمريكا الفوز فهو الهدف الذي أتى عن طريق الخطأ بقدم المدافع اندريز في مرمى فريقه وخسر فريقه الكولومبي وخرج من المونديال عائد الى بلاده اللاعب الشاب وجد مقتول بست رصاصات في سيارته وبحسب مقال في موقع ذا صن البريطاني فان مطلقي النار على اندريز صاحوا بكلمة جول مع كل رصاصة من 
الرصاصات الست التي أطلقوها تمامآ بعدد المرات التي صاح فيها معلق المباراة بنفس الكلمة بعد هدف اندريز القاتل 
انديز ودعه الشعب الكولومبي بمأتم مهيب حضره ما يتجاوز 12000 وطبع في ذاكرة الكولومبيين وعشاق الكرة 
بأنه اللاعب الذي قتله هدفه .


وبالرغم من كل الأحداث تتوالى الانتصارات 
وتتأهل المنتخبات الجديدة والقديمة في كل نسخة وهكذا الحال الى ان وصلنا لبطولة اليوم في قطر وكلنا ترقب وحماس لمتابعتها 
والتمتع بها 
كأس العالم - قطر

حيث أن المونديال في كل نسخة هو احتفالية كبرى تتمتع بها البشرية وبهذا التجمع بين كافة شعوب الأرض والذين رغم كل اختلافاتهم يجمعهم عشق هذه اللعبة والشغف بمتابعة مبارياتها فهذا التقارب والتعارف بين الشعوب هو بحق ما يستحق الاحتفال به فهذا هو المغزى الحقيقي في الاختلافات بين البشر لإثراء حياة البشر فهي اختلافات وليست خلافات ولنتمتع جميعآ بهذا المونديال وبتلك الأوقات الاستثنائية من حياتنا ونحن نتابع هذا التجمع الجميل بين شعوب الأرض كافة ....

تعليقات