قارون وسر كنزه الاسطوري
لا شك اننا كلما تكلمنا عن الرموز والثروات ورد في أذهاننا هذا الاسم قارون
ما تعرفه عنه أنه كان شخص له ثروة كثيرة وهو صاحب أعظم كنز في التاريخ حيث لا يمكن للعقل البشري تخيل مدى كبر ثروته وكثرة خزائنه .
من هو قارون ؟
قارون هو شخصية غامضة ورد ذكرها في الكتب المقدسة القديمة وهو شخصية طغت وتكبرت لتنال عقاب الجبار
عقاب اليم فتح باب الغموض على مصراعيه وهو الغموض الذي ما زال يكتنف مصير كل ما كان يملكه
ذلك الغموض الذي مازال يرافقنا حتى يومنا هذا
فلنتعرف على قارون وسره الغامض
قارون هو ثاني أغنى ملك عرفته الأزمنة بعد النبي سليمان عليه السلام
قارون هو
قارون بن يصهار بن قاهث وهو ابن عم نبي الله موسى عليه السلام
وقد كان وزير من وزراء فرعون في زمن نبي الله موسى عليه السلام
وقد كان يلقب بالمنور وذلك لحسن صوته بالتوراة ويقال أن قارون كان صاحب علم غزير وعقل فقيه جدآ وكان عالم في زمانه
رزقه الله علم فريد وهو علم الكيمياء الذي استطاع به تحويل التراب والنحاس الى ذهب
فبدأت ثروته تزداد وتكبر كل يوم اكثر واكثر ولم تكن ثروته ما في خزائنه من أموال وذهب وجواهر بل كان لديه عدد كبير من الخيل والمركبات والحرس وكانت مركباته مغطاه بالفضة والذهب وكانت سروج خيله مصنوعة من الجلد المزين بالذهب الخالص وقد كان قصره عظيم يشبه قصر فرعون وأعمدته من الرخام المحلى بالذهب والفضة وأرضيته من الرخام ونوافذه من خشب الصندل المعطر
وقد ذكر لنا القرآن قصته بشكل تفصيلي
فقد ورد أن قارون كانت له كنوز عظيمة لدرجة أن مفاتيح خزائنه لم يكن يستطيع الرجال الاشداء حملها مم يدل على عظمة الكنوز التي كان قارون يمتلكها
عندما أغنى الله سبحانه وتعالى قارون بغى على قومه وظلمهم واستولى على ما يملكون من أشياء كما استولى على أراضيهم فقد كان كلما زادت ثروته ازداد تكبر وطغيان
وحدث أن خرج قارون ذات يوم على قومه بكامل زينته ومعه قافلة خزائنه وحراسه
كلما مر على نفر من القوم يمشي الخيلاء متباهي بكنوزه وأمواله
كان ضعاف النفوس من القوم يتمنون أن يكون لهم من الكنوز والأموال مثل ما أوتي قارون وفي المقابل كان
المؤمنون يحذروهم من الفتنة ويذكروهم بثواب الله لعباده الصالحين
قام المؤمنون بنصح قارون لترك التكبر والتواضع لله عز وجل وأن يتذكر ما فيه من نعمة انما هي من الرب الرزاق
ونصحوه أن يستثمر أمواله في إرضاء الله ومساعدة المحتاجين ليظهر امتنانه لربه على جزيل نعمته
حتى أن بعض التفاسير اشارت الى أن موسى عليه السلام طلب من قارون أن يخرج زكاة ماله لأنها حق الله عليه
الا أن قارون أبى واستكبر وجحد فضل الله عليه
وقال ان كل ما فيه من نعمة انما تعود الى علمه الذي تعلمه وأتقنه
هنا تدخلت القدرة الإلهية لتضع حدآ للفتنة التي تسبب قارون في احداثها ولتدمر غرور قارون وكبرياؤه فآتاه العقاب الشديد على أفعاله وكان عقابه أن خسفت الأرض به وبأمواله وأملاكه كلها وابتلعت الأرض دار قارون وما يملكه
دهش الناس بما شاهدوه أمامهم وأضحوا ينظرون الى وجوه بعضهم دهشين بما وصل إليه قارون وحمدوا الله سبحانه وتعالى على ما هم عليه وأنه حماهم من الخسف ومن العذاب الشديد
ان العديد من النظريات طرحت حول مكان الخسف وموضع الثروات
وبالطبع هذه الثروة المذكورة في الكتب الدينية المقدسة كانت ومازالت موضع بحث كثير من الناس وحتى الدول
حتى يومنا هذا لم يتم التوصل الى مكان الخسف وموضع اختفاء الكنوز رغم كل الأبحاث التي أجريت ومازالت تجرى ظل موضعها غامض
والحكمة من قصة قارون
ذلك الرجل الذي غرته زينة الحياة الدنيا وبهرجتها فأنسته أن الله فوق البشر لذا فقد نال عقاب أليم
حيث أن هذه هي النهاية الطبيعية التي يستحقها أي شخص يتعالى على الله سبحانه وتعالى ويتكبر ويصاب بالغرور وينسى أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أنعم عليه بهذه النعمة ليتمتع بها في الدنيا ويحسن بها الى الفقراء
لكي يكسب الأخرة
حيث بإمكان من أغناه أن يقبض منه كل شيء بلمح البشر .....
تعليقات
إرسال تعليق