القائمة الرئيسية

الصفحات

النمرود

النمرود واحد من بين ملوك أربعة حكموا الأرض بل كان أول طاغية علي وجه الأرض وأقسى جبار حكم العالم القديم بعد الطوفان 
وقد كان اكبر طاغيه في التاريخ والأكثر غموض
ولم يكن النمرود شخص عادي بل كان ملك يهابه معظم البشر في عهد الأرض الأول بعد الطوفان 
النمرود هو الملك الذى ملك الأرض من مشرقها الي مغربها ويعود نسبه الى نوح عليه السلام 

النمرود أعتى طغاة الأرض

ولد النمرود في وقت مجهول من التاريخ ولكن أشارت بعض الوثائق والمخطوطات العراقية الي أنه ولد في عام 2053 قبل الميلاد
واختلف المؤرخين في نسبه بين ولدى نوح عليه السلام سام وحام ولكن أغلب المؤرخين اعتمدوا على  ذكر ابن كثير في كتاب
البداية والنهاية علي أنه 
النمرود ابن كنعان ابن كوش ابن سام ابن نوح عليه السلام 
أما والدته فهي قرنبيل وقد ذكرت الكتب أن للنمرود ستة أخوة ولم يذكر التاريخ اسم زوجة النمرود وقد كان للنمرود ولدان واحد 
يدعي كوشي والآخر يدعي النمرود الصغير 


بداية حكم النمرود

وقد قام بتأسيس حضارة بلاد الرافدين التي عرفت لمدة طويلة باسم أرض النمرود وقد أنشأ ثمان مدن أربعة في بابل وأربعة في 
اشور هذه المدن كانت مجتمعات قبلية  صغيرة ومستقلة ولكن النمرود حولها الي ممالك وامبراطوريات 
مقسمه في مجموعتين 
في المجموعة الجنوبية نجد بابل 
وفي المجموعة الشمالية كانت العاصمة الشهيرة لإمبراطورية اشور
وقد حكم النمرود بلاد شنعار وهي ما تعرف حاليآ ببلاد الرافدين وهو ما يفسر ارتباط اسم النمرود بأكثر من منطقة 
ارتباط اسم النمرود بأكثر من منطقة في هذه البلاد 
مثل: بيرست النمرود وتل النمرود ومدينة النمرود .



أسس النمرود جيش عظيم تهتز الأرض تحت خطي جنده 
واستخدم النمرود جيشه لغزو الأراضي الأخرى ليصبح صياد للشعوب بعد أن كان صياد للوحوش فعن طريق الغزو والتسلط أصبح 
حاكم للبشر وشهوته للسلطة جعلته أقرب ما يكون لوحش مفترس منه الي انسان بشري
وفي سنين حكمه الطويلة أصبح ملك الأرض وجبارها المتسلط وأخذه جنون العظمة الى التمرد على الله الخالق العظيم 
وأعلن نفسه اله للبشر ليعبدوه من دون الله 
واشتد ظلمه متحدي الله الواحد العظيم وعاقب كل من خالفه بالحرق والقتل 
وكان النمرود أول من وضع التاج علي رأسه وذلك طوال أربعمائة سنة حكم فيها الأرض بالحديد والنار وقد بنى برج شاهق في بابل
لم يعرف التاريخ مثله أبدآ وذلك تمرد وتحدي لله 

برج بابل

 وقيل أن النمرود بنى برج بابل ليصل الى الاله في السماء 
وقيل أيضآ أنه بني البرج كي لا يغرق بالطوفان كما حدث في زمان النبي نوح عليه السلام 
وبعد هذا البرج وما رافقه من روايات من ابرز الدلائل علي طغيان وتمرد هذا الملك 
وفي ليلة مظلمة رأي النمرود حلم بأن كوكب قد طلع في السماء فذهب بضوء الشمس حتى لم يبقى ضوء 
وقال له الكهنه والمنجمون في تأويل الحلم أنه سيولد في هذا العالم غلام سيكون  هلاكك على يديه فأمر النمرود بذبح كل غلام يولد 
في تلك السنة .



ولد إبراهيم عليه السلام في هذا العام فأخفته والدته عن الأنظار خوف عليه من بطش النمرود حتى دارت الأعوام 
وكبر النبي وأصبح شاب ولم يعبد الأصنام مثل قومه لأنه علم أن هذه الأصنام ما هي الا تماثيل يصنعها الناس ويعبدوها بدل من عبادة
الله الواحد القهار 
وفي البداية لم يستجب له أحد وظل قومه يعبدون الأصنام من دون الله
وفي يوم ما كان القوم يحتفلون خارج المدينة فذهب إبراهيم عليه السلام وحطم جميع الأصنام الا واحد كان أكبر صنم فيهم ليثبت لهم 
أن الأصنام غير قادرة علي الدفاع عن نفسها وما هي الا أحجار لا تضر ولا تنفع وعندما عاد القوم 



وجدوا أصنامهم مهدمه فسألوه من قام بتحطيمها فرد عليهم بأن كبير الأصنام هو الذي فعل ذلك
وقال لهم اسألوه ان كنتم لا تصدقون فرجعوا الي أنفسهم وهم يقولون كيف لنا أن نسأل حجر لا ينطق ولا يرى وعلموا أن هذه 
 الأصنام بلا حول ولا قوة 
ولكنهم أخذتهم العزة بالإثم فغضبوا غضب شديد وأمروا بإشعال نار عظيمة لأحراق إبراهيم بأمر من النمرود ليكون عبرة للناس ولكن
بمعجزة من الله عز وجل كانت النار برد وسلام علي إبراهيم ولم يصب أي اذى
تعجب النمرود كيف نجا ابراهيم من هذه النار العظيمة فأراد مناظرته ومجادلته في أمر ربه وامام رعيته 



وفي اليوم الموعود 
التقي الخليل إبراهيم عليه السلام بأعتى جبار في الأرض النمرود
سأل النمرود إبراهيم ماذا يفعل ربك ؟
فقال إبراهيم عليه السلام : ربي يحيي ويميت 
فقال النمرود أنا احيى وأميت 
فأمر حراسه بإحضار مسجونين حكم عليهما بالموت فأطلق سراح أحدهم وأمر بإعدام الآخر 
متصور أنه أحيا ذلك وأمات هذا
فقال إبراهيم عليه السلام ان كنت صادق فأحيي الذي قتلته 
فقال النمرود ماذا يفعل ربك أيضآ
فرد إبراهيم عليه السلام
أن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب
في كل صباح تطلع الشمس من مشرقها وذلك من صنع الله سبحانه وتعالى
فان كنت انت اله ائت بالشمس من طرف المغرب وهنا بهت النمرود ولم يستطع الكلام 
اذا قال الله تعالى في القرآن الكريم 

بسم الله الرحمن الرحيم 
(( ألم ترى الى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك اذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا احيي واميت قال إبراهيم فان
الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين )) صدق الله العظيم 
بعد هذه الحادثة  تم دعوة النمرود للإيمان بالله ثلاث مرات وفي كل مرة كان النمرود يرفض الايمان بالله .

حادثة موت النمرود 

نتيجة لهذا الطغيان والتمرد كانت نهاية النمرود أغرب وابشع النهايات التي مازال التاريخ يذكرها الى يومنا هذا 
فقصة موته تبين نهاية كل جبار وطاغ في الأرض حيث خرج هو وجيشه في يوم وقت طلوع الشمس فأرسل الله عليهم ( بعوض )
أكل لحم جنوده وتركهم عظام وأما النمرود فقد دخلت بعوضه من أنفه الى دماغه 
وبأمر من الله سبحانه وتعالي لم تمت هذه البعوضة وظلت برأسه مدة أربعمائة عام 
كان فيها يضرب نفسه بالمطارق والنعال حتي تهدأ هذه البعوضة 
وظل الله يعذبه بها حتي مات 
حكم النمرود الأرض مدة أربعمائة عام تجبر فيها وسفك الدماء وظلم العباد فعذبه الله سبحانه وتعالي أربعمائة عام مثلهم
سبحان الله 
واحدة من أصغر مخلوقات الله قتلت أعتي وأطغي مخلوقات الله
فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر 
فكان عبرة لكل جبار وطاغ منذ ذلك الزمان حتى وقتنا هذا 
فهل من معتبر ؟

تعليقات