فضل الأيام العشر من ذي الحجة
لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنين الى مشاهدة بيته الحرام وليس كل أحد قادر على مشاهدته كل عام
فرض الله تعالى على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره وجعل موسم العشر من ذي الحجة مشتركا بين السائرين ان العمل في العشر من ذي الحجة أحب الى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء لشيء منها فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته يكون أفضل من الجهاد الذى هو أفضل من الحج.
ومن فضائل هذه الأيام :
* هي أحب الأيام الى الله :
قال سهيل بن أبى صالح عن ابيه عن كعب قال :اختار الله الزمان فأحب الزمان الى الله الشهر الحرام وأحب الأشهر الحرم الى الله ذو الحجة واحب ذي الحجة الى الله العشر الأول
وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب الى الله من هذه الأيام العشر ) قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله قال : ( ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء )
* وهى قسم الله تعالى :
فالعشر ذي الحجة فضيلة أخرى عظيمة وهى أن الله تعالى أقسم بها اذ قال :( والفجر وليال عشر ) وقال جمهور المفسرين من السلف الصالح ان المراد بالليال العشر هنا هي العشر من ذي الحجة .
* وهى التي تجتمع فيها أمهات العبادات والقربات
فقد قال الامام ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : والذى يظهر ان السبب في امتياز عشر ذي الحجة هو اجتماع أمهات العبادة فيها وهى الصلاة والصيام والصدقة والقيام والحج ولا تجتمع هذه العبادات في غير تلك الأيام
كيف نفوز بالعشر
يفتح الله باب رحمته نفحة من نفحاته جل وعلا تقبل علينا فترقب فرصة ذهبيه للصلح مع الله تعالى فرصة سانحة لكل مذنب او مقصر ان يسترجع ويتوب ويقترب لله تعالى في أيام هي احب اليه من باقي أيام العام
فلنتعاهد سويا الا نضيعها وليكن لسان حالنا فيها : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك
وطرق البر الموصلة لله تعالى كثيرة جدآ ولنذكر منها القليل الذى ان أخلصنا فيه نكون بعون الله من الفائزين
الذكر :
عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا احب اليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فاكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد }
( رواه الطبراني )
في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال :
جاء الفقراء الي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالوا : ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم
يصلون كما نصلى ويصومون كما نصوم ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( الا أحدثكم بما ان أخذتم به لحقتم من سبقكم ولم يدرككم احد بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهرانية الا من عمل مثله :
( تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاث وثلاثين )
ويصل الذاكر لله تعالي بذكره الي ما لا يصل اليه الحاج ولا المعتمر ولا المتصدق
فعن معاذ بن أنس : أن رجل قال : يا رسول الله أي جهاد أعظم أجرآ قال : ( أكثرهم ذكر لله )
من قال : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم سبع مرات بني له برج في الجنة
التكبير والتهليل والتحميد :
ويستحب في هذه الأيام الاكثار من التكبير والتهليل والتحميد وذلك لما ورد في الحديث السابق عن ابن عمر رضى الله عنهما : فاكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد
الصيام :
الصيام من الأعمال الصالحة التي يحبها الله تعالي والتي يجازى الله عنها خير الجزاء والصيام يشفع يوم القيامة بأذن الله
القيام :
ويستحب القيام في هذه الأيام لان قيام الليل هو احب الصلوات الي الله تعالي بعد المكتوبة
ويستحب التبكير الي الفرائض والاكثار من النوافل فأنها من أفضل القربات وقد روى
ثوبان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
{ عليك بكثرة السجود فأنك لا تسجد لله سجدة الا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة }
و ختامآ نتمنى من الله أن يتقبل صالح الأعمال منا جميعآ
تعليقات
إرسال تعليق